الدكتور الشيخ تيسير التميمي نلمس الدعم الحقيقي الذي يقدمه ملك المغرب ووكالة بيت مال القدس للفلسطينيين

الرباط -16-5-2010

أشاد الدكتور الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، بما قدمته المملكة المغربية الشقيقة، من خلال وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس وبتوجيهات من رئيس اللجنة

الملك محمد السادس، من مساندة حقيقية للمدينة المقدسة بهدف تقوية صمود المواطن المقدسي في وجه الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المدينة والمسجد الأقصى المبارك من قبل المؤسسة الإسرائيلية وقطعان المستوطنين. وقال الشيخ التميمي، في حديث خاص إلى «المساء»، إن المغرب الشقيق، من خلال مدير وكالة بيت مال القدس عبد الكبير المدغري، يدعم الفلسطينيين على أرض الواقع.
وأضاف قوله: «كفلسطيني ومقدسي وأعيش معاناة أهل القدس، نلمس الدعم الحقيقي الذي تقدمه وكالة بيت مال القدس الشريف»، مشيرا إلى أنه منذ أسبوعين تبرع الملك محمد السادس من ماله الخاص لموازنة وكالة بيت مال القدس بستة ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى موازنة الوكالة من الحكومة والشعب المغربي الشقيق .
وأشار إلى أن وكالة بيت مال القدس تحرص على تقديم المساعدة إلى سكان القدس من خلال إقامة المشاريع الإسكانية والثقافية والتعليمية وبناء مدارس جديدة ودعم المدارس الموجودة حاليا، وكذلك المشاريع الصحية بتزويد المستشفيات بالأجهزة والمعدات الطبية والإغاثية.
وأوضح قاضي قضاة فلسطين أن الوكالة تنفذ مشروع (العيش الكريم)، وهذا المشروع يتم من خلاله توزيع 20 ألف رغيف يوميا على العائلات الفقيرة، إضافة إلى توزيع طرود غذائية على العائلات المستورة، موضحا أن 80 في المائة من عائلات القدس الشريف تعيش تحت خط الفقر.
وكشف النقاب عن كون وكالة بيت مال القدس تقوم في هذه المرحلة ببناء مشروع إسكان في بيت حنينا بالقدس المحتلة، يضم أكثر من 160 وحدة سكنية بكلفة مالية تقدر بملايين الدولارات، مضيفا أن الوكالة أقامت مركزا صحيا داخل المسجد الأقصى المبارك لخدمة المصابين أثناء المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، هذا إضافة إلى دعم المخيمات الصيفية. ووصف الشيخ التميمي هذه الخطوة المغربية بكونها إيجابية، وأعرب عن أمله في أن يحذو العالمان العربي والإسلامي حذو المغرب الشقيق في تقديم المساعدة إلى أهالي القدس الذين يتعرضون لإجراءات تطهير عرقي .  وأشار إلى أن إسرائيل تضيق الخناق على المقدسيين في أرزاقهم ومعيشتهم، وهم في حاجة إلى دعم صمودهم وتثبيتهم على أرضهم في مواجهة المخططات الإسرائيلية. وقال: «نحن لا نريد شعارات وبيانات.. نريد دعما حقيقيا لأهل القدس حتى يستطيعوا أن يصمدوا أمام مخططات تهويد المدينة. وأؤكد أن المغرب الشقيق لا يتواني في تقديم المساعدة إلى مدينة القدس، وهذه هي الحقيقة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. ونقول لكل عربي ومسلم أن يأتي ويدعم سكان القدس».
وردا على سؤال حول قيام المجموعات اليهودية المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى بـ«توحيد القدس»، قال الشيخ التميمي إنه في هذه الذكرى المشؤومة تقوم الحكومة الإسرائيلية باستفزاز الشعب الفلسطيني، وخاصة أهالي القدس، مؤكدا أن هذه الاقتحامات تشكل استفزازا للمشاعر الدينية والوطنية للفلسطينيين .
وقال: «إننا نؤكد مجددا أن القدس مدينة عربية إسلامية، وأن قرارات ضم القدس إلى الكيان الصهيوني هي قرارات باطلة وهي تتنافى مع القوانين والاتفاقيات الدولية وحق الشعب الفلسطيني الثابت في وطنه وأرضه، وخاصة القدس».
ووصف الشيخ التميمي مخطط الحفريات، الذي تنفذه سلطات الاحتلال الإسرائيلية تحت أسوار المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه، بـ«الخطير»، وهو ما ينبغي التوقف عنده لأنه من المؤامرات التي تحاك ضد مدينة القدس ومقدساتها وهويتها وحضارتها، فهو انتهاك خطير لحرمة هذا المسجد وتدنيس لقدسيته وتحد للمجتمع الدولي وخروج عن قراراته ومواثيقه التي تمنع دولة الاحتلال من إجراء أي تغيير في الأراضي المحتلة، وفوق ذلك كله فقد بدأت تظهر بوضوح تشققات وتصدعات في جدرانه الجنوبية والغربية نتيجة التمادي في أعمال الحفر، وفي الآونة الأخيرة ظهرت التشققات في الجدار الشمالي للمسجد، مما يؤكد استهداف بنيانه بالتقويض.
وأكد الشيخ التميمي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية ماضية في سياسة تهويد القدس وتغيير معالمها وعزلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري، ولا زالت مستمرة في ممارسة أبشع صور التطهير العرقي فيها بتفريغها من أهلها الأصليين قسراً بكل السبل، فتضيق عليهم وتحاربهم في لقمة عيشهم وتفرض عليهم الضرائب الخيالية بمبالغ عالية وتسحب هوياتهم المقدسية وتصادر أراضيهم لبناء البؤر الاستيطانية فيها، وتخرجهم بالجملة من بيوتهم لإسكان غلاة المتطرفين اليهود مكانهم وتهدم بيوتهم وتمنعهم من البناء.
وطالب الشيخ التميمي الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك العاجل والفوري لوقف مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، داعيا المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو إلى تحمل مسؤولياتهما التاريخية والإنسانية والوفاء بالتزاماتهما تجاه مدينة القدس ومقدساتها لمنع حكومة الاحتلال الإسرائيلي من المضي في تنفيذ مخططاتها في حق الأمة الإسلامية وأعز مقدساتها