قلق دولي من عودة التصعيد السياسي والدبلوماسي بين المغرب والبوليزاريو
الرباط 10-11-2009
يخالج قلق كبير منظمة الأمم المتحدة بشأن مستقبل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو في أعقاب التصعيد الخطير الذي يشهده نزاع الصحراء المغربية بين الطرفين ويتجلى في تهديد البوليزاريو بالعودة الى الحرب وتشديد الملك محمد السادس
على الحكم الذاتي كحل دون سواه. في هذا الصدد علمت القدس العربي أن التوتر الحالي في نزاع الصحراء يقلق الأمم المتحدة بشكل كبير
وقالت مصادر مقربة من المنظمة الدولية ان الأمم المتحدة تفاجأت بحدة التصريحات والمواقف المعبر عنها، فالعاهل المغربي الملك محمد السادس أعلن رسميا في خطابه يوم الجمعة (بمناسبة الذكرى 34 لـ المسيرة الخضراء ) عن إغلاق الباب أمام أي مفاوضات طالما لا تركز على مشروع الحكم الذاتي
ومن الجانب الآخر، تهدد جبهة البوليزاريو بالعودة الى حمل السلاح إذا لم تجد استجابة لمطلبها الرئيسي بالإسراع في اتخاذ الإجراءات المناسبة لتطبيق مبدأ تقرير المصير
ونقلت مصادر أممية لـ القدس العربي أن كلا من موقف المغرب والبوليزاريو لا يصب نهائيا في مصلحة السلام بل يهدد حتى هدنة وقف إطلاق النار، إذ لم يسبق أن سجل التشنج والتوتر مستوى شبيهاً لما هو عليه في الوقت الراهن منذ بدء العمل بهدنة سنة 1991
وقالت هذه المصادر أنه أمام هذا التطور السلبي، فمهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في النزاع ليست الحديث عن الجولة المقبلة من المفاوضات بل محاولة امتصاص التوتر الذي يهدد وقف إطلاق النار وكأن الملف سيعود الى نقطة الصفر التي كان عليها قبل سنة 1991. والمثير أن معسكر الحل الأمني أصبح يتحكم في كل طرف، ففي جبهة البوليزاريو أصبح إبراهيم غالي سفير البوليزاريو في الجزائر هو رجل المرحلة من خلال توليه الترويج للحرب وسرقة الأضواء من زعيم الجبهة محمد عبد العزيز الذي يصفه خصومه بالرجل المتخاذل في مواجهة المغرب. فإبراهيم غالي ألح على الحرب خلال منتصف الشهر الماضي رغم أن عبد العزيز يتجنب الحديث عن استئناف المواجهات، وكان قد اشتكى لتنظيمات اسبانية خلال زيارته الى اسبانيا منذ أسبوعين من أن الضغط عليه شديد من طرف أنصار الحل العسكري وقد يستسلم في آخر المطاف لقرار الأغلبية
وفي الجانب المغربي، يتضح من خلال خطاب الملك محمد السادس أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تساهم بقوة في صياغة رؤية الرباط والمتجلية في إقفال باب الحوار مع البوليزاريو وتخوين الصحراويين المتعاطفين مع من يصفهم المغرب بـ الانفصاليين . ونظرا للتناقض الحاد بين الرؤيتين والتوتر الكبير علاوة على الحملات الدبلوماسية التي بدأت تتخذ منحنى متصاعداً، تعتبر المصادر الأممية أن نزاع الصحراء الغربية يستوجب قرارا يقترب من فرضه كحل بدل الاستمرار في مفاوضات لم تقدم شيئا بل تفتح الباب أمام مزيد من المواجهات السياسية التي قد تتحول الى عسكرية في حالة انفلات الوضع