Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
صاحب الجلالة الملك محمد السادس
Articles récents
5 septembre 2009

البصري؛ الإرث الثقيل "عزيزُ حسنٍ ذل"

الرباط -4- 09-2009- 

إدريس البصري ظل لمدة عشرين سنة كاملة الرجل الثاني في المغرب بعد الحسن الثاني. بعد انقلاب الصخيرات وإعدام أوفقير وبعد محاولة انقلاب 1983 التي تم على إثرها اغتيال الدليمي ، أصبح البصري رجل المهمات الصعبة  والذراع التي اعتمد

__________________________________

عليها الملك الراحل رجل فوق النظام وفوق القانون وفوق الجميع زرع الرعب في النفوس لسنوات طويلة، يعتبر المسؤول الأول عن جرائم سنوات الرصاص التي يقدر عدد المعارضين الذين لقوا حتفهم خلالها ب600 شخص خلية النور في مدينة سطات سنة 1938، حاصل على الإجازة في القانون العام وعلى دكتوراه السلك الثالث سنة 1975 وعلى دكتوراه الدولة في القانون العام بجامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل سنة 1987، قصة صعوده نحو السلطة التي التصق بها حتى عافته؛ بدأت بعمله كعميد ممتاز بالأمن الإقليمي بالرباط، بعد مدة التحق بوزارة الداخلية للعمل كمدير للشؤون العامة ورجال السلطة، وفي سنة 1973 تم تعيينه على رأس الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، سنة فقط بعد ذلك تمت ترقيته إلى منصب كاتب الدولة في الداخلية وهو المنصب الذي قفز منه مباشرة إلى كرسي وزير الداخلية سنة 1979.

تمكن البصري من صنع الجزء المخزي من التاريخ االمغربي، إلا أن التساؤل الذي يطرح نفسه بشدة هو هل كان الوحيد المسؤول عن بناء ذلك الجزء من التاريخ؟ هل كان البصري  مدبر المرحلة أم أنه كان معول الحسن الثاني الذي هدم به انتظارات المغاربة من مغربهم؟

البصري هو نتاج مرحلة وصفها الراحل الحسن الثاني بمرحلة السكتة القلبية، إلا أنه وبدل إنعاش الأوضاع زاد من احتقانها وتأزمها

لم يكن احتلال البصري للمكانة التي تمتع بها لسنوات سوى نتيجة لتقربه من الملك وكسبه وده، الأمر الذي كان يجعل كافة المسؤولين وأصحاب النفوذ يهابونه، لأن من لم يفز برضى البصري لم يكن ليفوز برضى الحسن الثاني.

إلا أن العلاقة التي جمعت بين البصري والحسن االثاني لم تمتد لتشمل ولي العهد آنذاك مولاي محمد، هذا الأخير الذي قرر في 9 نونبر سنة 1999 إعفاء البصري من مهامه وتطييب خاطره بوسام العرش، وخوفا من أن يلي العقاب هذا الإعفاء قام البصري بالرحيل إلى فرنسا والاستقرار بعاصمة الأنوار

هكذا تخلص الملك الجديد من إرث ثقيل وموسوم بالتسلط، وإن كان المسؤولون عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب كثر ، إلا أن البصري كان زعيم الجلادين وعدو مغرب العهد الجديد، وإعفاؤه من مهامه الذي اعتبر إلى حد ما طردا كان افتتاحا طيبا للعلاقة التي تجمع بين الملك والشعب

خلف رحيل الحسن الثاني فراغا كبيرا في نفسية الكثيرين ومن بينهم إدريس البصري كرمز كان يستمد منه سلطته، وحال وفاة الحسن الثاني كان البصري أول من يقدم العزاء للملك الجديد في وفاة الوالد، والأكيد أن البصري استشعر حينها قرب نهايته.

وكانت لمفاجأة التي تلت إعفاء البصري من منصبه، خرجاته الإعلامية في المحطات العربية والأجنبية وهو يلوح بكشف المستور. لم  يكن في ذهن هذا الشعب الذي ذاق أشد أنواع التعذيب والتنكيل أن يشعر بالشفقة على جلاده، ولم يتوقع أن رمز التسلط المغربي أصبح عجوزا منفيا يسعى بدون جدوى إلى الاستحواذ على مكان على أمواج الإذاعات والقنوات التي احتلها زمنا، كوزير وأصبح يظهر فيها كطريد شريد ويتيم عهد ولى

انتهى مسلسل هذا الرمز الذي ارتبط اسمه بعهد كامل فتحول ضحية سنة 2007 بمرض السرطان، مخلفا عددا من الأسئلة دون أجوبة وتاركا وراءه مشاعر متضاربة بين الشفقة والشماتة وبين الكره واللامبالاة.

Publicité
Commentaires
صاحب الجلالة الملك محمد السادس
Publicité
صاحب الجلالة الملك محمد السادس
Derniers commentaires
Publicité