منظمة حقوقية مغربية قلقة لمحاكمة عشرة صحافيين على خلفية تقارير عن حول مرض الملك

الرباط 16- 09 - 2009

اعربت منظمة مغربية في مجال حقوق الانسان عن قلقها من استنطاق السلطات لعشرة صحافيين مغاربة على خلفية تقارير نشرت حول مرض الملك محمد السادس

وقال بلاغ للمنظمة المغربية لحقوق الانسان المستقلة ارسل لـ"القدس العربي" انها "تتبعت بقلق استنطاق عشرة صحافيين من منابر يومية وأسبوعية، من طرف الشرطة القضائية بالرباط على خلفية تناولهم وتحليلهم للبلاغ الصادر عن وزارة القصور والتشريفات المتعلق بالحالة الصحية لجلالة الملك والذي أفضى إلى متابعتهم قضائيا من قبل النيابة العامة بـ"النشر بسوء النية والترويج لنبأ زائف والإساءة والمشاركة
واجرت الشرطة بناء على امر من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط تحقيقا واسعا ودقيقا مع علي انزولا مدير يومية "الجريدة الاولى" وبشرى الضو المحررة بالصحيفة وادريس شحتان مدير اسبوعية "المشعل" ومصطفى حيران ورشيد محاميد المحرران بالاسبوعية وقررت النيابة العامة احالتهم جميعا الى المحاكمة حيث تجري محاكمة انزولا والضو يوم 29 ايلول/سبتمبر الجاري فيما تجري محاكمة صحافيي اسبوعية "المشعل" بداية تشرين الاول/اكتوبر القادم كما اجرت الشرطة تحقيقا مع نور الدين مفتاح مدير اسبوعية الايام ومرية مكريم رئيسة التحرير وثلاثة محررين بالاسبوعية الا ان النيابة العامة لم تقرر بعد متابعتهم قضائيا
ونشرت اليومية والاسبوعيتين تقارير حول فيروس روتا الذي قال الدكتور عبد العزيز الماعوني الطبيب الخاص للملك ان العاهل المغربي اصيب به في وقت سابق من شهر آب/اغسطس الماضي مما الزمه الراحة لمدة خمسة ايام

وسجلت المنظمة المغربية لحقوق الانسان "بإيجابية أهمية البلاغ الإخباري الصادر بخصوص صحة جلالة الملك مما كرس تقليدا جديدا في مجال علاقة رئيس الدولة بالرأي العام كما هو الشأن في الدول الديمقراطية"، الا انها اعتبرت أن "التعاطي المتواتر مع قضايا الصحافة لم يشهد تدبيرا جديدا ما فتأت المنظمة تدعو إلى تحقيقه من خلال مطالبها بإدراج موضوع الصحافة بصفة مستعجلة في جدول أعمال السياسات العمومية تقديرا منها للمصلحة العامة لتطوير الديمقراطية

وخلال استنطاق الصحافيين دعت اوساط حكومية وصحافية وحقوقية الى تدبير جديد في العلاقة بين السلطة والصحافة والبحث في التعاطي الصحافي المقبول فيما يتعلق بالحياة الشخصية للعاهل المغربي وبقية الاسرة الملكية
وتقول اوساط صحافية ان الملك والعائلة المالكة شخصيات عامة فإن تناول حياتها امرا طبيعيا لانه ينعكس على الحياة اليومية للدولة والمواطنين فيما تقول اوساط اخرى ان حياة الملك اصبحت مادة صحافية للتسويق والبيع

وتجري منذ عدة سنوات مناقشات ومفاوضات بين الحكومة المغربية والنقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية ناشري الصحف المغربية حول الصيغة النهائية لمشروع قانون تنظيم الصحافة دون الوصول الى توافق حول هذه الصيغة
ودعت المنظمة المغربية لحقوق الانسان "المهنيين والمؤسسات المهنية باعتبار دورها في الوساطة والاقتراح إلى بلورة تصورات في شأن قضايا مهنية، كفيلة بأن تدمج في المنظومة القانونية المنشودة التي تليق ببلد يتطلع إلى الديمقراطية
واعلنت المنظمة مبادرة مع سائر المدافعين عن الحقوق الأساسية لإعداد مناظرة في أقرب الآجال للتداول حول موضوع الصحافة واحترام حقوق الإنسان وإقرار الديمقراطية وسيادة حكم القانون باعتبارها ركائز أي مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان